الیوم، تتزاید النزاعات المسلحة في المناطق الحضریة التي تؤثر على حوالي 50 ملیون شخص. في السیاق المعقد والدینامیكي للنزاع الحدیث، یتزاید الخطر على المدنیین والأعیان المدنیة بشكل كبیر لأنھا مراكز جاذبة للحیاة المدنیة في البیئات الحضریة حیث یخلق اختلاط الأھداف العسكریة والمدنیة تحدیات أمام المتحاربین للامتثال للقانون الدولي الإنساني. لذلك، تتطلب حمایة المدنیین في البیئات الحضریة اتباع نھج شامل للتنبؤ بالمخاطر التي یتعرض لھا المدنیون وتخفیفھا وضمان احترام القانون الدولي الإنسان
یصعب على الجیوش فصل الأھداف العسكریة عن السكان المدنیین في أي بیئة، لكن القتال في المناطق الحضریة یتطلب بشكل خاص قوة بشریة وموارد كثیفة. إن كثافة السكان والأعیان المدنیة مثل المنازل والمدارس والبنیة التحتیة مثل المستشفیات وشبكات الطاقة الكھربائیة ومصادر المیاه تضخم تحدیات إجراء العملیات وتقلیل الضرر. یمكن للبیئات الحضریة أن تعطي افضلیة ً ، لأن ً ومادیا للمدافع، حتى لو كانت القوة المھاجمة متفوقة تقنیا ً التضاریس تجعل اكتشاف الأھداف العسكریة وتحدیدھا أمرا ًا. بالإضافة إلى ذلك، یمكن للمناطق السطحیة وما تحت صعب الأرض ان تغطي وتخفي الأھداف العسكریة وتمكن من استخدام ھذه المناطق لشن الھجمات. تتفاقم ھذه التعقیدات بسبب الذخائر المتاحة، مثل الأسلحة المتفجرة ذات الآثار واسعة النطاق، والتي لھا عواقب مدمرة على المدنیین والبنیة التحتیة عند استخدامھا في . وبالتالي، فإن بناء القدرات عبر طیف 3 المناطق الحضریة العملیات الحضریة یتطلب توقع المخاطر التي یتعرض لھا ً عن التخطیط والتدریب وتوفیر المدنیون والأعیان المدنیة، فضلا الموارد للتخفیف من تلك المخاطر
يسعى مركز المدنيين في الصراع من خلال ھذا الكتاب تقديم مقدمة حول التخفیف من الضرر المدني خلال العملیات العسكریة في المناطق الحضریة، إلى المساھمة في المناقشات حول نھج شامل لحمایة المدنیین في العملیات الحضریة. ویستند إلى دراسة النزاعات في أفغانستان، وغزة ، والعراق ، ونیجیریا ، والفلبین ، وسوریا ، والصومال ، وأوكرانیا ، والیمن ، بالإضافة إلى مقابلات مع المدنیین والجھات الفاعلة المسلحة والمنظمات الإنسانیة وممارسي حمایة المدنیین والخبراء العسكریین في حرب المدن